لسانُك.. حصانُك:
هذه القطعة الصغيرة من اللحم داخل الفم كبيرة (الفوائد) كثيرة (الأضرار)..
لسانُك.. مفتاخ خير ومفتاح شرّ.. فربّ كلام أقطع من حسام (سيف) وقديماً قال الحكماء: «البلاء موكّلٌ بالمنطق»..
فأجرح جوارح الانسان (أعضائه) هو اللسان، وبالتالي فسلامة الانسان في حفظ اللسان.
قد تُطلِق الكلمة لـ(المزاح) أو (اللهو) أو (الاستخفاف) أو (الهزء) أو (السخرية).. ولا تدري ما سيكون ردّ فعل مَن تطلقها عليه أو ضدّه.. فقد يردّ الصاع صاعين.. وتنقلب الكلمة المازحة إلى (قراءة الفاتحة)!!
هذا هو معنى «مقتلُ الرجل بين فكّيه» أو معنى «ربّ رأس حصيد لسانِ»! وصادق هو الشاعر الذي يقول:
جراحاتُ السِّنانِ لها التئامٌ***وليس يلتام ما جرحَ اللسانُ
فقد تشفى من جرح يصيبك.. لكنك قد لا تجد الشفاء من كلمة جارحة تهزّ مشاعرك.. وتقوّض أمنك.. وتؤرّق ليلك وتنكّد نهارك..
في التجربة الانسانية العريضة.. لوحظ أن بعض نيران الحروب ابتدأت باطلاق تصريحات وكلمات ناريّة، ثمّ اشتعلت لتأكل اليابس والأخضر، لهذا كلّه بنى الاسلام القاعدة الرصينة التالية:
«المسلم مَن سلم المسلمون من لسانه ويده».
كوارث اللسان كثيرة.. معظمها يجرّ إلى العنف..