الاستاذ اسعد
عدد الرسائل : 62 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 21/06/2009
| موضوع: الخوارج بين الامس واليوم الأحد أغسطس 09, 2009 12:34 am | |
| بسم الرحمن الرحيم وصل اللهم على محمد وآل محمد وعجل فرج قائم آل محمد - الخوارج بين الأمس واليوم – - من أفق الغدير نرى سيرة رجل أحتل بصدى حياته كل التاريخ فكان معياراً للحق وميزاناً وجسدت مواجهاته ضد الباطل نماذجاً تكرر في كل عصر , في ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان وعندما غفت العيون وأحتلك الظلام وساد صمت الليل الرهيب الساكن , تولى الحسن والحسين ومعهما محمد بن الحنفبة وأبو الفضل العباس وأنصار من خواص الشيعة لم يبلغوا الستة أو السبعة تغسيل جثمان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وتكفينه وحمله سراً وعيونهم تترصد لعل أحد يراقبهم ثم دفن (عليه السلام) وعاد المشيعون ودموع قلوبهم قد حبستها الأنفاس . وربما تعاهدوا أن لا يكشفوا عن مرقد وصي الله وأسمه الأعظم .... هذا الواقع المرير حقيقة تشيب له الرؤوس وتجزع له القلوب يختلط فيه المعقول بغير المعقول , فالمنطق السليم يفرض أن يجل علياً (عليه السلام) غاية الأجلال والتقديس وأن تكون مراسيم دفنه مراسيم عزاء تشارك فيها كل أبناء الأمة فما هو السبب أن يدفن سراً , والتاريخ يكشف بأن السبب هو (الخوارج) المشكلة الساسية والخطيرة التي واجهت أمير المؤمنين في حياته كما واجهته في أستشهاده فالخوف من نبش المرقد المقدس جغل الأئمه (عليهم السلام) يخفون موضعه مئة عام حتى حصل الأطمئنان للأمام الصادق بعدم تعرض المرقد للنبش من قبل الخوارج فكشف (عليه السلام) عنه , وهؤلاء الخوارج لم تخمد شرارة حقدهم وغيظهم ومكرهم بقدر ما هي تجدد وتتعدد يوماً بعد يوم يساعدها في ذلك الكم الهائل من المنتفعين والمتربصين الذين يسعون للنيل من الأسلام المحمدي الأصيل وقد شكل الخوارج قوة ضاربة لبعض الحكومات العربية الأستبدادية , وكانوا الأداة التي أستخدمها الغرب لضرب الأسلام , والغرب يحسن أستخدام الخوارج وتوجيههم والأستفادة من عناصر الحقد القبلي والتخلف الفكري لديهم .وفي هذا العصر تخلص الخوارج من هذا المصطلح لأجل أخفاء الممارسة التاريخية لهم والتي كانت مرفوضة من قبل جميع أبناء المسلمين بكافة مذاهبهم وبهذا التغيير المظهري أستطاع الخوارج تأسيس دول وحكومات تنفذ أرادة الشيطان وتتحكم بمصير المجتمع , فبعد أن سيطر الوهابيون على الحجاز أقدموا على هدم المراقد الشريفة في بقيع المدينة المنورة , تلك المراقد التي كانت شاخصة أمام تاريخ أمة بعلمائها ومفكريها ونهضتها الفكرية والعلمية والحضارية من شتى فئات الأسلام وأكنت هذه الأمة كل الأحترام والتقديس لهذه المراقد الطاهرة وطافت حولها طلباً للرحمة والبركة والشفاعة , لكن الوهابيون على حين غفلة جعلوا من هدم المراقد سنة وشريعة , وردة فعل وأعتراض لكل معالم الدين الأسلامي , وأستبطن في داخله الثورة والتمرد ليصاغ أو ليكشف عن منحى التكفير الذي لم يفارق عقيدة الخوارج , في عام 1220 هدمت مراقد بقية الله في أرضه , وبعد أن أعيد بنائها أعادوا الكرة 1344 وهدموها مرة أخرى وهي الى الآن ما تزال على حالها , ولم يكتفي الخوارج بذلك فقط فقد تحركت قواتهم للنيل من مراقد العترة في كربلاء والنجف فهدموا الأضرحة الطاهرة فيها , وكأن التاريخ يعيد نفسه فالمشكلة الأساسية في الأسلام هي الجهل والتخلف والنفاق واذا لاحظنا المسيرة التاريخية فأننا سنجد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يواجه كفراً صريحاً بلا أستار أو يواجه كفراً يعلن عن نفسه ولا يستخدم الأسلام لضرب الأسلام الحقيقي , لكن أمير المؤمنين (عليه السلام) واجه كفراً مستوراً , بمعنى آخر واجه قوماً هو فهم هدف الكفار لكن تحت ستار الأسلام والتقوى والقرآن . حينما أرسل أمير المؤمنين (عليه السلام) أبن عباس الى الخوارج ليحدثهم عاد وهو يقول ( رأيت جباهاً ذات ثفنات من كثرة السجود وأيد كثفنات الأبل وعليهم قمصان زهيدة وهم مشمُرون ) هؤلاء أصحاب الجباة السود ألتقوا يوماً بأحد أصحاب رسول الله (صلى الله عليه ةآله وسلم ) سائر مع زوجته الحامل فوقفوه وطلبوا منه البراءة من أمير المؤمنين (عليه السلام) فأبى فقتلوه وبقروا بطن زوجته (لأنهم كفار ) في عرف الخوارج وأحكامهم ,وفي مرة أخرى صادف مرورهم في بستان نخل وخطر في بالهم (هكذا ) بحرمة مال صاحب البستان , لكن أحد هؤلاء الخوارج مد يده وأكل تمراً فوثبوا عليه ليقتلوه قائلين له ( أتتعدى على مال أخيك المسلم ) هكذا كانت الأزدواجية والتناقض في السلوك والموقف ديدن الخوارج وهذه العقلية الغريبة والبعيدة عن الشرع والأخلاق وكل الخصائل الأنسانية هي بالحقيقة ناتج من أهمال الوعي الفكري الأسلامي في عصر الخلفاء والتي أدت الى أنتشار ظاهرة المسلم المؤمن بالأسلام لكنه لايعرف من الأسلام الا ظاهرة دون أن يصل على عمقه فبرزت فئة تصلي وتصوم بدون وعي فكري وبدون معرفة أهداف الأسلام المقدسة والأنسانية وبرزت من هذه الظاهرة فئة الخوارج التي تميزت بالعبادة والزهد وربما يكون سجود أحدهم ساعات طويلة لكنها في فئة العباد الجهال والنساك المغفلين أو فئة التحجر والجمود . يصف أمير المؤمنين (عليه السلام) الخوارج بقوله : (جفاة طغام عبيد أقزام جمعوا من كا أوب وتلقطوا من كل شوب فمن ينبغي أن يفقه ويؤدب ويعلم ويدرب ....... ليسوا من المهاجرين والأنصار ولا من الذين تبوءوا الدار والأيمان )-نهج البلاغة- فالخط الذي ينحرف عن مساره المستقيم ربسما يكون ناتج من ذات الخط لكن عندما يدعى الأنحراف أنتمائه الى الصراط المستقيم كدعاء الخوارج فأن خطرهم سيكون كارثي ويخلف آثار ومضاعفات مأساوية في داخل الأمة الأسلامية ويفتتها فضلاً عن خارج الأسلام فقد شوه (تنظيم القاعدة الأرهابي ) الأسلام وجعل منه دين قائم على الدم والقتل والزيغ ونقضه خلافاته مع الآخرين بالسياريت الملغمة والعمليات الأنتحارية التي تستهدف المدنين الأبرياء ولقد حصلت الضربة الموجعة للأسلام من قبل هؤلاء الخوارج حينما أعطوا زمام أمورهم للصهيونيه والولايات المتحدة اللتان أحسنا أستغلال هذا الفكر التكفيري فكانت أحداث أيلول في نيويورك المعول الذي هدم صورة الأسلام وتاريخه قبل أن يهدم برجي التجارة العالمية وبعثر جهود أجيال واجيال من جهود الدعاة الأسلامين في الغرب فقد أظهرت بعض الأحصائيات أن نسبة 99% من المجتمع الغربي بدأوا ينظرون الى الأسلام بأنه دين أرهابي بعد أحداث أيلول والتاريخ يذكر أن هؤلاء الخوارج اعلنوا التمرد على أمير المؤمنين (عليه السلام) وأسسوا شريعة (خاصة بهم ) كفروا كل المسلمين والخلفاء فيها . وبهذا الخط استباحوا دماء كل المسلمين , ومن خلال ما تقدم فأن الخواص المشتركة بين الأمس واليوم هي العبارة التي تنشأ من حالة الجهل والعمى ، فتكون سسباً للنقمة من الاخرين أي كان ( الاخر ) وهذه العبارة الصورية اوقعت المجتمع العربي الغير مشبع بالثقافة الاسلامية في الشك والشيهة وخدعت الكثير من ابناءه الذين انزلقوا مع الخوارج الذين اخذوا في مساحة العقل العلربي الاسلامي ( المضطرب بالظلم والالحتلال ) جانب القداسة والجهاد بقول امير المؤمنين ( انا فقأت عين الفتنة ولم يكن ليجترأ عليها أحد غيري بعد ان ماج غيبها واشتد كلبها ) والخاصية الاخرى الجهل الذي تحدثنا عنه واما الخاصية الثالثة فهي التكفير لكل ما يريدون تكفيره ، وكذلك الاندفاع العاطفي المفرط والتضحية الغير مبررة ، ان استمرار هذا الخط التكفيري هو استمرار لتمزق الامة وضياعها وسبب آخر من اسباب المجتمع الاسلامي الذي يتكبد سببه خسائر لا يمكن ان تحدد ، ومن هنا مسؤلية ايجاد ركائز الوعي والدعوة والعمل على انقاذ الامة من خطر الخوارج ليس من مسؤو لية الولايات المتحدة والغرب الصهيوني الذي يستخدمونهم ذرائع للغزو الاستعماري وتحريف الاسلام وتشويهه بل هي مسؤولية المجتمع المسلم ذاته ومؤسساته الفكرية والدينية والعلمية ومسؤولية رجال الدين في بلاد الاسلام وان لم نقم بما علينا فالمتوقع ان يستغل الفكر التكفيري في شتى الطوائف الاسلامية ويضع واقعاً اسوأ بكثير مما هو الآن .
| |
|