الاستاذ اسعد
عدد الرسائل : 62 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 21/06/2009
| موضوع: الوعي والعاطفة ونصرة المعصوم الأحد سبتمبر 13, 2009 10:25 pm | |
| الوعي والعاطفة ونصرة المعصوم
أن لقضية الوعي الخارجي بكل ما يدور حول المرء من كل الجوانب تساعده وخاصةً بعد التفهم والتدقيق في تفاصيل الأمور مع الإحاطة العلمية التامة بجوانب كل الموضوع ويقابلها أيضا تحسس الموضوع من ناحية عاطفية وقد نجد احيانا ظاهرا ان المرء بكل الجانبين يقدم ماعليه ولكن الفارق انه العاطفي يتاثر بمجرد ان يثار كالإحزان والافراح تجده سرعان ما يفصح عن ذاته الحقيقي والذي هو خلاف تصرفه الظاهري .وهذا ما مر به الاسلام على طول التاريخ فبدأ برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) حيث كان اصحاب الرسول (البعض ليس الكل ) كانوا يمتلكون العاطفة لا الوعي واكبر شاهد على ذلك ما حدث بعد معركة هوازن حيث وزع الرسول الغنائم والجوائز على فئة دون غيرها وهم قد قاتلا سوياً في المعركة فدخل الريب والشك في قلوب بعض من الذين لم يعطهم الرسول الغنائم وقالوا أن الرسول أخذته النزعة العرقية لقبيلته أذا لو كانوا هؤلاء يمتلكون الوعي لما اعترضوا على حكم الرسول باعتباره حجة الله في الأرض وكان علاج هؤلاء أصحاب الطاقة الحرارية يكون بجانبين الأول:قصير الأمد :أي مجاراتهم بالحل لما بذاتهم وهذا ما قام به الرسول في هذه الحالة حيث قال لهم بعد ان سمع كلامهم حوله قال لهم ان الذين اخذوا الغنائم قد اخذوا حطام الدنيا وانتم فزتم باني بقيت معكم .فاقتنعوا واعتذروا وبكوا لما سمعوا. الثاني:هو طويل الأمد وهو الأفضل حيث عمل الرسول على ترسيخه في القوم من خلال معايشته والاخد منه ومن أخلاقة وبالتالي الوصول إلى الوعي الكامل . وكذك الحال بالنسبة لأمير المؤمنين علي عليه السلام حيث عانى من اصحاب الرسول الذين طالما ذبوا عن رسول الله ولكنهم عندما وصلت القضية بان يتولى الامام علي منصبه بعد استشهاد الرسول اعترضوا على الامام وبرز دور العاطفة بدلا من تنصيب من هو اعلم الذي لايكون الا بالوعي للافراد . والحال لا يختلف بالنسبة للامام الحسين (عليه السلام) حيث اشتهرت مقولة المجتمع في ذلك الزمان ((قلوبهم معك وسيوفهم عليك)) أي انهم يحبون الحسين بالعاطفة القلبية ولكنهم يحاربونك لكي لا يخسوا الدنيا . وفي عهد الامام الصادق عليه السلام كانت لقضية الخرساني نفس الدور السابق للاصحاب فهذا الخرساني الذي جاء للامام وطالبه بالقيام وانه له انصار في خرسان يستصرخون الامام الصادق ولكن الامام كانوا يركز على الخرساني وحاول ان يوضح للخرساني هل الانصار الذي يتكلم عنهم الخرساني بانهم لايستطيعون النصرة لقيامنا فدخل رجل من اصحاب الامام الواعين عليهم وهم يتكلمون فأمره الامام بالجلوس بالتنور ففعل دون تردد فضل الخرساني ذاهل وقال الامام الصادق كم عندك من هذا في خراسان فقال الخرساني ولا واحد دليل على ان الخراسانيين كلهم الذين وعدوا هذا الرجل يمتلكون عاطفة لا وعي لأنهم لو مروا بهذا الاختبار لفشلوا والذي صاحبهم اول من وقع بالاختبار وفشل .وكذلك نجد العاطفة حتى في زمن الإمام المهدي عليه السلام وستستمر حتى ظهور الامام روحي فداه حيث تذكر قصة من ان اهل البحرين اجمعوا ان يستصرخوا الامام المهدي لكي يظهر فاختاروا احد الأشخاص المؤمنين ليدعوا لهم لظهور الامام لكي يدفع الظلم والحيف الذي أصابهم فذهب الشخص الى الصحراء يدعوا الامام فظهر الإمام لهذا الشخص وقال ادعوا الناس يوم كذا وفي المكان الفلاني فجاء الموعد فامر الامامن هذا الرجل بان يحضر اغنام ويضعها عالي المكان الذي كان الامام فيه .وبعد تجمع الناس نادى الامام باسم احد المؤمنين من هؤلاء الناس فذبح احد الغنائم فسال الدم من الميزان فظن الناس انه قتلا وهكذا الثاني الا ان انسحب النس فاشار الامام الى الرجل وقال هل هؤلاء متكاملين لكي اظهر لهم .نعم لو كانوا هؤلاء يمتلكون وعي وتكامل كامل لما تاخر الامام لهم ولكنهم كانوا يتكلمون من وحي العاطفة . وحتى تأخر ظهور الامام حيث لو كان الناس على دراية ان الامام هو مخلصهم من الظلم وناشر العدل لهم لنصروة من خلال العمل على تكاملهم وبالتالي توفير الشرط الاخير للظهور لكن الاغلبية التي تؤمن بالمهدي من وحي العاطفة لا الوعي . بان المهدي هو مخلص العالم واخيرا اريد ان اقول ان الفرق بين شيعة امير المومنين عليه السلام في اخر الزمان والانصار الحقيقيون للامام هو ان أنصار الإمام المهدي يتحملون الصدمات والازمات وذلك لما يمتلكون من الوعي وثقافة الاسلام العالية بالعكس من الذين ينتسبون الى الشيعة فترى هؤلاء يسقطون بمجرد صدمة او ازمة تمر بهم في وما اكثرها في اخر الزمان والسبب انه انتمى الى المذهب بالفطرة العاطفية لا الوعي .وبالتالي فان الوعي أرجح واطول من العاطفة في اتباع ونصرة المعصوم واهل الحق في كل عصر ومصر لان العاطفة التي يستمدها الناس من القائد المعصوم بوجدهم قريبين عليه سرعان ما تتلاشى بمجرد ابتعادهم عن هذا القائد وبالتالي فقدانهم هذه الصفة ( العاطفة) فيكون الوعي المستنير أرجح مقوم من العاطفة . | |
|