الاستاذ اسعد
عدد الرسائل : 62 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 21/06/2009
| موضوع: صبرا أهل العراق .. إن موعدكم دولة العدل الإلهي .. الثلاثاء سبتمبر 08, 2009 1:40 am | |
| صبرا أهل العراق .. إن موعدكم دولة العدل الإلهي ..
لاشك إن الظروف العصيبة التي يعيشها العراق وشعبه في هذه الحقبة من الزمن ليست ظروف وأحداث عابرة أو عادية ، ولا يصح أن نمر عليها مرور الكرام أو تنقض هي علينا وتصدمنا وتحصد آلاف الأرواح من أبناء بلدنا الآمنين وتدمر كل شيء أمامها بقسوة غير معهودة .. هكذا بلا ذنب اقترفوه سوى أنهم كانوا يعيشون على هذه الأرض وأنهم كانوا في الزمان والمكان الذي حدثت فيه الفجائع الفظيعة , لتعصف بالناس وتهد بيوتهم على رؤوسهم وتقطعهم أوصالا , هكذا يقتل الناس وتزهق أرواحهم على مرأى ومسمع كل العالم والمحافل الدولية وأمام مرأى السياسيين الذين يحكمون البلد , فيسقط المئات في كل انفجار أعد بإتقان , مئات الأطنان من المتفجرات التي تذيب الحديد فكيف بها وهي أجسام رقيقة من لحم ودم غارت عواطفها وأجسادها الضعيفة في أتون هذه النار الحامية وتركت الأحباب من أطفال وأهل وأعزاء وراءها يلفها المجهول ويتداعى عليها الموت فلا من مواسي أو يد حميمة أو ناع حزين من ناصر أو معين , فترى المجتمعات وهي صامتة كأن شيئا لم يحدث , حيث تسقط تلك الأجساد مضرجة بدمائها مقطعة الأوصال قد أذابتها نيران الحقد , وأزهقتها القلوب المتحجرة , ولو أن حدثا بسيطا وقع في ارض أخرى من قارات هذه المعمورة لقامت الدنيا ولم تقعد ولصكت أسماعنا أصوات الاستنكار والشجب تأتي من كل حدب وصوب والصراخ والعويل والاستهجان , ولكن هنا في العراق يقتل الناس بالجملة فلا عيون بكت أو قلوب رقت أو أذان سمعت ..ولا من متعطف أو متلطف ..ولا من يد حنون تمسد على رؤوس الأيتام أو تكفكف دموع الثكالى أو الأيامى . كل تلك الأحداث العاصفة المميتة والتي يمكن لهذا المشهد المأساوي أن يتكرر ويتعدد بكل سهولة بجرة قلم كما يقال أو حينما يراد أو يمضي عليها زعامات الموت الزؤام حينما يقررون فيوقع عليها بالدم لأجل الضغط أو لكسب سياسي أو مادي مهما كان حجم هذا الكسب صغيرا كان أم كبيرا مجديا أم لا , أما أرواح أبناء هذا الشعب المستهدفة فغير مهمة وليس ذات اعتبار وليس لها من قيمة فالمهم ما يحققه السياسيون من نجاحات ومكاسب فلا خطوط حمراء أو محرمات أو حواجز فكل شيء قابل للحصول وكل شيء رخيص أمام تلك المشاريع فلا مانع أن يسحق شعب ويجوع وتهتك أعراضه وتنهب ثرواته ويقتل بدم بارد ويكون عرضة للدمار وتعصف به العواصف وتزلزله القواصف وتقضمه الأغراب وتثنى عليه الركب فيؤكل ما فيه فتجتمع عليه الرمم وتتداعى عليه الأمم من الروم والعجم فلا قاض له أو حكم فكأنما اجتمعت الكلمة على بواره وإطفاء ناره وسحق غماره بلا سبب وجيه ولا ذنب عظيم يستحقه أو بقصاص جريرة سوى انه يسكن على هذه الأرض.. .. هكذا وفي غرة شهر رمضان هذا الشهر الفضيل ينبري أهل الردى فيقطفون الأرواح كما تقطف الثمار وينزعون جلودها بنار حقود ويقطعون أجسادها بشظى الحديد فيذبحون رجالها ويستحيون نسائها , هكذا كانت تفجيرات بغداد وتداعياتها فلا من مكترث لهذا الشعب وما يعاني من خراب ودمار وانتهاكات وما يملى عليه من مشاريع , من الطائفية والتقسيم فلا من منقذ ولا مخلص فإذا اتجهت أنظارنا نحو السماء فنرى فيها الموعود في العدل لتشملنا برحمتها وتحنوا علينا بهديها وتمن علينا بإرادتها , لان أبواب الأرض قد أوصدت أقفالها واستحكمت شبهها وفتنها وماجت تحتنا وساخت بنا فكأنها قطع الليل المظلم صبت علينا من عذابها وأذاقتنا كأس منونها وأرهقتنا بخرابها وظلمها فلم يعد لنا من سبيل سوى أن نوجه وجهتنا نحو فاطر السموات والأرض هو منقذنا ومخلصنا , فهيهات من سبيل آخر ولا مناص إلا إلى الله الحكم العدل فهنا في هذه الواحة وتلك الجنة وذاك النعيم يحط بنا الرحال ونستأنس بأحاديثها ورواياتها علنا نجد من متنفس تحن إليه الروح ويشتاق إليه الفؤاد وتطمئن به النفوس ..ها وقد رأينا إن كل ما قالوه قد حدث وكل ما رووه قد تم وتحقق فلا بد لنا من الانتظار.. انتظار الفرج وكما قال الأئمة عليهم السلام خير إعمال امتنا في آخر الزمان انتظار الفرج .. ولكن .. لا يعني ذلك القعود والكسل بل يعني الهمة والكفاح والعمل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح ، ما كان إلى ذلك من استطاعة أو سبيلا .. سؤالنا الذي ينقدح الآن هل من الممكن أن يأتي زمان بأشد من هذا الزمان قسوة وتدميرا وجورا ، ربما كان بالإمكان ، ولكن الذي ليس ممكنا هو أن تعود عقارب الزمن إلى الوراء ونرى الناس تعود مرة أخرى إلى السيف والبعير.. فالعالم يتطور ويتقدم فهنا لا بد للرواية وللحديث أن يعمل عمله في هذا الزمان ويكون مصداقا واقعا وإلا لكان لغوا من الحديث وحاشا سادتنا وقادتنا أئمة أهل البيت عليهم السلام .. فمن علامات قيام القائم من آل البيت عليهم السلام هو القتل والترويع الذي يتعرض له شيعتهم ، وهنا القصد ليست الشيعة بالخصوص فالشيعة هنا مصطلح يشمل كل محبي أهل البيت من كل الفرق والملل والنحل ولا يقتصر الأمر على الشيعة أتباع المذهب فقط والدليل على كلامنا إن الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف ذخره الله تعالى منة ورأفة لكل الأمم وإكمالا للدين ونعمة منه ورحمة ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) .. فترى في الروايات التي تتحدث عن السفياني وهو شخصية تسبق أو ترافق الظهور المقدس للإمام كيف تكون إن الميزات أو الصفات التي أطرت هذه الشخصية هو اعتمادها على القتل والترويع بغض النظر عنه إن كان شخصية بعينها أو أنها تمثل حركة دينية منحرفة فالأطروحتان ممكنتان والاثنتان ممكن أن تنطبقا معا فيكون رجلا يقود حركة منحرفة تدعي التشيع فيمارس الدين والسياسة ويدعم من الأعداء من الغرب والشرق ومن الداخل ويمتلك الزعامة السياسية والدينية ويمتلك الإعلام والمال والاقتصاد وغير ذلك من مقومات الدولة ويدعي التشيع في أحيان والعداء للتشيع في أحيان أخرى حسب ماتقتضيه مصلحته .. فهو يمارس القتل بكثافة حتى يصل الأمر به انه يضع الأطفال والنساء والشيوخ في المراجل فيذيبهم ..عن أبان بن الوليد ابن عقبة بن أبي معيط سمع ابن عباس يقول ثم يخرج السفياني والفلاني فيقتلان حتى يبقر بطون النساء ويغلي الأطفال في المراجل. ماهي تلك المراجل ؟ وما هو المرجل؟ المرجل يعني الفرن أو النار الشديدة كناية عن مرجل الحداد الذي يضع فيه أحجار الحديد ليذيبها وفي زماننا هذا ما هو المرجل بالتأكيد هي تلك التفجيرات المدوية التي تذيب الحديد فضلا عن البشر فتاتي على الجميع ولا تميز من طفل أو امرأة أو شيخ أو رجل وهؤلاء يعيشون في دائرة انتقامه في ارض العراق المقدسة ..وليس كما توهم البعض من انه قدر كبير يغلي السفياني فيه الناس فلا يعقل أن في هذا الزمان الذي يحمل بين دفتيه هذا التطور الهائل ليضع الناس في القدور.. ففنون القتل هنا تطورت بوجود هذا التطور في آلات القتل والتدمير .. ونتقصى أيضا هنا الشخصية التي كثر حولها الجدل واللغط وهي حركة الخراساني فمنهم من ادعى صلاحه وانه يأتي من مشرق العراق أي من خراسان ليقاتل السفياني (كما توهم البعض) .. إن مشرق محمد صلى الله عليه وآله ومشرق الإمامين الصادق والباقر عليهما السلام عندما تحدثوا عن المشرق وهم في المدينة أو مكة هو العراق وليس إيران فمصداق المشرق الحقيقي والواقعي لأهل مكة أو المدينة أو الحجاز برمتها هو العراق وليس إيران كما توهم البعض .. ففي الحديث المعروف عن الإمام الباقر عليه السلام ما نصه (عن أبي جعفر عليه السلام قال : لابد أن يملك بنو العباس ، فإذا ملكوا واختلفوا وتشتت أمرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان ، هذا من هاهنا وهذا من هاهنا حتى يكون هلاكهم على أيديهما ، أما إنهما لا يبقون منهم احداً ابداً.. فنرى كيف ساوى الحديث بين السفياني والخراساني فهما على خط واحد وهدف واحد وغاية واحدة وهو السباق بينهما ولم يأتِ إلى إشارة بقتال بينهما بل سباق إلى الكوفة للحصول على النفوذ والسيطرة وتلك لعمري أطماع قديمة توارثوها فيقتلون الناس فيفوق الخراساني القتل والتدمير ولكن هناك اختلاف بينهما أيدلوجي احدهما اخطر من الآخر على أهل العراق .. الأول ربما تكون أيدلوجية غريبة على المجتمع العراقي فيمكن تمييزها من قبله وهو العداء العلني لمذهب أهل البيت عليهم السلام من قبل السفياني ولكن الخراساني يأتي متسترا بالدين وبالمذهب فيكون أمره اخطر بكثير ، وحديث الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ( إني أخاف على أمتي قالها ثلاثا أكثر من الدجال قالوا مم يا رسول الله قال أئمة مضلون فقهاء مضلون.. ) ونخرج بنتيجة عقليه مفادها إن الخراساني اخطر بكثير من السفياني لان نظرية السفياني لا تعمل في المجتمع الشيعي الموالي بسبب اختلاف الفكر والتوجهات والعقيدة وبذلك يكون الخراساني اخطر .. لسببين ... أولهما انه ينفر الناس من الدين بسبب ما يرتكبه من مجازر وظلم وتدليس وهو يدعي التدين فيكون هنا اخطر بكثير والسبب الثاني هو ممارسته السياسة والحكم وبعنوان التشيع فيمارس معها القتل والتدمير بفظاعة ويكون ذلك تحت الخفاء لمجرد ممارسة الضغط على غريمه أو قل شريكه في السباق وهو السفياني ... كل الأحداث الجسام المتسارعة وخاصة التي يشوبها القتل والتدمير وسرقة الثروات ونهبها تقف ورائها الدول الإقليمية وأمريكا بالدرجة الأساس وهذا واضح فعلا للقاصي والداني ومن البديهيات ولا تحتاج إلى تفكير طويل وباعترافاتهم أنفسهم وبأعمالهم لها لسان ينطق بكل ما هو مفسد على الأرض فهما أي أمريكا والدول المجاورة في تسابق محموم للسيطرة والنفوذ أو بالمصطلح الحديث الحرب الباردة التي تدور رحاها بينهم على ارض العراق فيكون الخراساني تارة هو السفياني والسفياني هو الخراساني تارة أخرى فهما يتبادلان الأدوار حسب طبيعة الموقف فهذا اوباما مثلا يتحدث في بعض الأحيان عن الإسلام والدين حتى كأنه احد الخلفاء العباسيين أو الولي الفقيه الإيراني فلا عجب , فهذه حرب والحرب خدعة كما يقال فاوباما أيضا يريد أن يخدع ويسير بنفس النهج وهو يرى غريمه الإيراني يحقق المكاسب على ارض العراق .. ولكن السؤال المهم هو لماذا هذا الصراع على ارض العراق ولماذا هذا العداء لأهل العراق من قبل هذه الدول ..للجواب على هذا التساؤل نقول هناك سببين لما يحصل: الأول سبب سياسي اقتصادي للسيطرة على العراق لما يمتلك من موقع استراتيجي مهم وبما يحظى من ثروات هائلة جدا متنوعة ومختلفة فهو بمثابة رئة العالم الذي يتنفس منه وهذا واضح ناهيك عن إن ارض العراق تحتضن أصول الأديان السماوية العالمية حيث منشأها وبداية رسالتها ومنطلقها من ارض العراق ، والسبب الثاني وهو الأهم هو عقائدي , حيث الكل يعرف إن العراق هو ارض الظهور المقدس لمنقذ البشرية الإمام المهدي عليه السلام كما أكدت جميع الأحاديث الشريفة بل حتى ما هو متداول في الأديان الأخرى ، وبما إن العراق سوف يكون ساحة الظهور ومنطلق الفتوحات وتحرير الأرض المقدسة والنور الذي يشع على العالم والعاصمة المتوقعة لدولة العدل الإلهي , كل هذه الأسباب وغيرها دعت إلى احتدام الصراع وحمى النفوذ والاستعداد لتقديم كل شيء رخيصا وهينا في مقابل السيطرة على هذا البلد وهذا أمر واضح وواقع ونشهده ونلمسه في كل لحظة في هذا الزمن وبطبيعة الحال إن أول ما يفكر به العدو هو تدمير البنى التحتية السياسية والاقتصادية والفكرية والأخلاقية للمجتمع العراقي لتسويق ما لديه من اقتصاديات وثقافات أولا أي إحلال القيم والثقافات التابعة للمحتل بدلا من قيم وثقافات البلد الأصلية ، وثانيها هو منع أي وسيلة أو آلية أو مشروع يكون مناخا أو ظرفا للمساعدة في تعجيل الظهور أو اليوم الموعود فيقوم العدو بتدمير البنى التحتية بأنواعها لهذا البلد ........ وأخيرا ... صبرا أهل العراق عما قليل يحل بساحتكم وبكوفانكم البدر المنير صاحب الطلعة البهية .. فيعالج جراحاتك يا عراق وتكون طلعته البهية بلسما لكل المنتظرين ونصرا لكل المستضعفين ورحمة لكل المنكوبين وغوثا لكل الملهوفين ودواءا لكل الفاقدين وملجأ لكل التائهين وحصنا منيعا لكل الراجين وعونا لكل المحتاجين ومعينا سلسبيلا لكل الظامئين وواحة لكل المتعبين وسفينة نجاة لكل المؤمنين ونورا هاديا لكل الهائمين وأمانا لكل الخائفين وسكنا لكل المنهكين وراحة للمشتاقين وقرة عين للعاشقين .. فترسوا سفينة العراق أخيرا بعد هذا الطوفان العظيم من الدماء والخوف والدمار مع دجلة والفرات بعد هذا العناء الشديد والفراق الطويل والعذاب المهين على سناء وبهاء دولة الحق دولة العدل الإلهي لترتاح الأجيال أخيرا بعد طول انتظار وتحط رحالها بين يدي منقذها ومخلصها أمان الأرض والسبب المتصل بينها وبين السماء .. | |
|