الاستاذ اسعد
عدد الرسائل : 62 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 21/06/2009
| موضوع: الإمام المهدي والأزمة المالية الخميس أغسطس 27, 2009 12:59 am | |
| الإمام المهدي والأزمة المالية
مع وصول الفكر الإنساني الى مستوى عالي من التطور في كل مجالات العلوم جعل اغلب المتتبعين لهذا التطور ان يصف هذا التطور بالكمال ، وهذا الوصف لايخلو من الحقيقة بفضل التطور الهائل في مجالات الصناعة والاكتشافات العلمية والتكنولوجية والفلكية بل وحتى في مجال التصور النظري والتاريخي والبحثي والذي بدأ يصوغ عدة نظريات في الحياة الإنسانية وفي مستقبلها وغير ذلك الكثير ، إلا ان هذا الفكر البالغ التطور مازال قاصرا عن إيجاد النظام الاقتصادي والسياسي الصالح للإنسانية .. فاي نظام اقتصادي يعكس بوجهه الآخر - السياسي لهذا النظام - ومازال الى هذا اليوم الظلم والاستبداد والإقصاء والتميز الصفة التي تسود هذا العالم المتطور علميا والمتخلف معنويا وروحيا وأخلاقيا ، ومازال الى اليوم يعيش الإنسان وهو مسلوب الكرامة والحرية والإرادة... ان الحريات التي تمنح في النظام الديمقراطي لا تعبر بأي حال من الأحوال عن الحرية الواقعية التي تتطابق مع خلق الإنسان ومكانته ( المقدسة) ، هذه الحريات ما هي إلا وسائل اخرى تسيطر على سلوك الحياة من اجل المحافظة على النظام السياسي ، بالحقيقة هذه الحريات خدعة !! وهذه الحقائق ازدات وضوحا مع الانهيار المالي الذي عم كل بلدان العالم وأدى الى كساد اقتصادي رهيب وعلى تقويض غير محدود في قطاعات الصناعة والتجارة فضلا عن تسريح ملايين العمال وانخفاض دخل الفرد وتخفيض حجم المساعدات المقدمة الى الدول النامية والفقيرة وعلى تغير كبير في موازين القوى السياسية ، وهذا التغير دعى الرئيس اوباما الى التاكيد على بقاء الولايات المتحدة على قمة هرم القوى الدولية مع انه تأكيد لايمكن ان يصمد امام سيل الهزات المالية التي تجتاح الولايات المتحدة كل لحظة.. وعلى هذا يطرح سؤال: لماذا لم يستطع الفكر البشري بعد كل هذه الانجازات الخيالية ان يجد نظام اقتصادي وسياسي قادر عل الصمود من جهة ومن أخرى له القدرة على توفير حاجات الإنسان والمحافظة على حقوقه الإنسانية.. فهل هذا القصور في العقل البشري او انه قصور في الممارسة العملية للنظام؟؟ وفي معرض الجواب لابد من التأكيد على ان النظام القادر على حفظ هذه الحياة ليس صناعة بشرية ، بل انه صناعة إلهية وهذه الحقيقة ستدرك عالميا عما قريب ، لكن دعونا نناقش هذا التساؤل من وجهة نظر اخرى ففي كلا جانبين الإشكال المتقدم تبرز حقيقة ، ففي جانب تكوين النظام تبرز حقيقة القصور عن إيجاد نظام يمكن ان يعم المجتمعات البشرية بصورة متناغمة ويهبها جميع حقوقها ، وانسان اليوم شاهد وقد لمس كيف انقلبت الرأسمالية على أبناء شعوبها في الولايات المتحدة وأوربا الغربية وسبقتها الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي السابق وأوربا الشرقية ، مما يدل على ان الأنظمة الوضعية لايمكنها الصمود طويلا وان تخيل أتباعها البقاء بل على العكس من ذلك فان هذه الأنظمة تأخذ من الإنسان الكثير لتتركه ضحية وفريسة لشتى أنواع الضياع.. وفي جانب الممارسة العملية تبرز الحقيقة بصورة أوضح وأبين فوجود الجهاز السياسي الحكيم والنزيه المشرف على المتابعة والإدارة للنظام المفترض اتباعه يعد مشكلة تاريخية وعصية لم تسلم منها حتى الانظمة التي حكمت باسم الدين وربما كانت هذه الانظمة اشد فتكا من غيرها على المجتمع ، كل هذه المؤشرات تدعو المجتمع البشري الى التطلع نحو السماء ونحو وجود الحاكم المعصوم ، فلقد أصبحت العصمة في الحاكم القائد ضرورة ليس على مستوى التشريع بل مستوى الأداء والقيادة ، على اننا ندرك كما يدرك الجميع ان التطلع نحو السماء باعتبارها المنقذ للإنسان ليس مجرد تنظير خيالي بقدر ما هو عقيدة تتشارك فيها الأديان الكبرى في هذا العالم إضافة الى الاعتقادات التي تؤمن بها الأديان الأرضية والمرتكزة الى ظهور المنقذ .. كل مافي الأمر هو الاختلاف في شكل هذا المنقذ مع انه اختلاف لا يتقاطع مع عصمة وقداسة هذا القائد .. اذن المشكلة ليس في الإيمان بوجود القائد الإلهي بل في كيفية الحاجة التي تدعو الإنسان الى التطلع نحو السماء .. واليوم ومع الوعي الذي ملكه الإنسان اخذ هذا التطلع يشق طريقه الى القلوب والعقول ، والأزمة المالية واحدة من اهم عناصر دفع الإنسان نحو السماء وستأتي البقية ان شاء الله تعالى .. بقي أمر مهم وهو فشل الأنظمة التي حكمت باسم الدين وتحديدا باسم الإسلام ، وهذه حقيقة لا يمكن تجاوزها لكنها تعكس في ذات الوقت ضرورة القائد المعصوم الذي يشرف على إدارة النظام الإسلامي والمتجسد بظهور الإمام المهدي عليه السلام ..
| |
|